شخصية الأسبوع: «قدري جميل»: معارض مشبوه ومسؤول مُدان..

خاص / أبو الوليد الحمصي 

قد يكون نائب رئيس مجلس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية ووزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك «قدري جميل»، الوحيد الذي لم يُخيِّب الظن فيه خلال الثورة السورية، إذ أن شكوك الشارع السوري الثائر كانت في محلها وربّما لم تفه حقَّه، فهو لم يكن محلّ ثقة وتصديق بشخصية المعارض للنظام وتماهى إلى أقصى الحدود في دور «المسؤول» الذي كشف بشكل لا لبس فيه عن حقيقة «معارضته».

وكانت «سورية بدا حرية» في معرض حديثها عن هيئة التنسيق الوطني المعارضة في العدد رقم ….، أشارت إلى جميل بالاسم وتحدّثت عن مفارقة وجوده كشخصية معارضة للنظام «بالكلام» إن لم يكن أداة بيده وهو ما تأكّد بعد دخوله الحكومة كنائب اقتصادي، وهو ينتمي إلى حزب شيوعي من المفترض أن يكون من ألد أعداء «الحكم العائلي» الجاثم على صدور السوريين.

جميل بدأ يتحدَّث وكأنه ركن أصيل في النظام وليس وزيراً مستجدّاً، وجاءت تصريحاته الأخيرة في موسكو التي اعتاد التردّد عليها منذ أيام «المعارضة» ناطقة بكلام يحتمل التأويل على طريقة الناطق باسم الخارجية السورية وأبواق الإعلام، إذ رفض أي حوار يشترط «تنحّي الأسد» مسبقاً ولم يستبعد النقاش خلال أي حوار قادم حول فكرة «استقالة الأسد»!!، وعدّ جميل الشروط المسبقة للحوار أمراً منافياً للديمقراطية!

وتواردت أخبار مسرّبة من مصادر اقتصادية وأمنية، أن زيارة جميل لموسكو برفقة زميله وزير «المصالحة الوطنية» علي حيدر، لم تكن لغايات سياسية وحسب، ولكنها جاءت لاكتساب بعض الغنائم إثر صفقة تجارية ضخمة فاز بها جميل وحصل بموجبها على توكيلات حصرية لتوريد مواد البناء، وهو نظرياً «يلعبها صح» إذ أن مواد البناء ستكون السلعة الرائجة في المستقبل السوري مع تدمير الجيش «الباسل» للمدن السورية وتحويلها إلى ركام، لكن هل سيسمح له الشعب بذلك؟؟

«الجميل» في الأمر أن أي ورقة «معارضة» أو «مقاومة وممانعة» كان جميل ومن والاه يختبئ وراءها قد سقطت، ولم يعد هناك جدال حول أهداف هذه «المعارضة الوطنية» سواء كانت في الداخل «ضمن الحكومة»!!، أو في «المهجر» مع تهريج رئيسها هناك «المنّاع» وتصدّيه لكشف أسرار الشيشان ودول البلقان في «سوريستان»!

«حكى قدري» كان التعليق الأكثر طرافة على المؤتمر الصحفي الأخير لجميل في موسكو، في استعارة ذكية للجملة الشهيرة التي كان يوجّهها «غوّار» لغريمه «بدري أبو كلبشة» في مسلسلات الزمن الجميل، وبدورنا نستعير مقطعاً كوميدياً من مسرحية «يعيش يعيش» للأخوين رحباني ردَّده الموسيقار فيلمون وهبي وينطبق كثيراً على جميل الذي تغلّبت مطامعه الاقتصادية ونسي المستهلك والوطن فلم يكن معارضاً ولم يكن مسؤولاً: 

إيه يا «قدري» يا «قدري»..

إذا رحت «شمال».. الشعب بيهرُب «قِبلي»..

وإن طلعتلو «عالسلّم».. بينزلك ع «الحبلي»..

وإن رقصتلو «عالدف».. بيرقصلك ع «الطبلي»..

أوعا يكونوا يا «قدري».. مفتكرينك شي «هبلي»…

Leave a comment